حياة العصر والمدنية الحديثة والرفاهية التي تتمتع بها الانسانية في العقود القليلة الماضية كان لها ثمنها من صحة الانسان رغم تطور العلوم الطبية تطورا هائلا.
فنوعية الغذاء الذي يغلب عليه الوجبات السريعة الغنية بالدهون والنشويات والسكريات ادت إلى زيادة الدهون الثلاثية وارتفاع الكوليسترول في الدم.
وطبيعة حياة العصر الغت المشي وسيلة انتقال الانسان واصبحت السيارة بدلا منه كذلك اصبحت المصاعد الكهربائية وسيلة الصعود إلى الاماكن المرتفعة.
حياة الدعة والخمول هذه مع تبدل نوعية الغذاء أدت إلى زيادة الوزن والاصابة بالسمنة.
كذلك انتشرت عادة التدخين خاصة بين الشباب والمراهقين الذي هو السبب الرئيسي لامراض القلب والشرايين وتعرض كثير من الاطفال والمراهقين لاضرار التدخين السلبي الذي له تأثير خطير على قلوب الاطفال.
كل هذه العوامل تهيئ للاصابة بامراض القلب والشرايين وجعلت قلوب الاطفال والمراهقين والشباب في خطر.
تصلب الشرايين الصامت عند الأطفال والمراهقين
امراض القلب التاجية لا تحدث الا بعد منتصف العمر لكنها لا تحدث فجأة عند بلوغ منتصف العمر بل انها تبدأ منذ الصغر وتتطور تدريجيا حتى تظهر بوضوح في الكبر.
فهي تبدأ منذ الولادة فقد اثبتت الابحاث والدراسات الطبية ان الرضاعة الطبيعة من ثدي الام تحمي المواليد من الاصابة بامراض القلب في الكبر.
ثم نوعية الغذاء الجيدة وممارسة الرياضة تساهم بعد ذلك في حالة الشرايين اما ليونتها او تصلبها.
والدراسات والابحاث الطبية الحديثة تؤكد ان احتشاء شرايين القلب موجود لدى الناشئة في الاعمار من 15 - 20 سنة موجود لديهم بدرجة ملحوظة في هذه السن المبكرة.
كما وجدت هذه الدراسات والبحوث التي تتبعت الاطفال حتى مرحلة الشباب ثم الكبر عوامل الخطورة المهيئة للاصابة بأمراض القلب التاجية مثل ارتفاع دهون الدم والكوليسترول والسمنة التي تهيئ للاصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم والخمول البدني والتعرض للتدخين السلبي في مرحلة الطفولة ثم التدخين الايجابي في مرحلة المراهقة والشباب تستمر مع النشء بنسبة ملحوظة.
وبالتالي فان التحكم في عوامل الخطورة هذه وضبطها في سن مبكرة يعتبر اجراءات وقائية للحد من استمرارها والحماية من اصابتهم بامراض القلب التاجية مبكرا.
عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والشرايين في السن الصغيرة
امراض القلب والشرايين هي السبب الاول للوفاة عربيا وعالميا وهي في تزايد مستمر.
وعوامل الخطورة للاصابة بأمراض القلب والشرايين عند الاطفال والمراهقين والشباب واضحة وتحتاج للاهتمام من الاسرة والدولة وهي مهمة القائمين على الرعاية الصحية الاولية والصحة المدرسية.
وعوامل الخطورة للاصابة بأمراض القلب والشرايين عند الاطفال والمراهقين والشباب نشير اليها بايجاز سريع.
• السمنة المفرطة: انتشار الوجبات السريعة والتغذية غير السليمة وحياة الخمول وقلة النشاط وعدم اعتماد المشي وسيلة للانتقال زاد وزن الاطفال واصابتهم بالسمنة التي هي سبب في الاصابة بالسكري وارتفاع الضغط وتصلب الشرايين.
• السكري النوع الاول: مرض السكري كان يعد احد عوامل الخطورة للاصابة بأمراض الشريان التاجي «Risk lactan» ولكن الآن يعتبر السكري مساويا لمرض الشريان التاجي «Risk eqmivlanet» وعوامل الخطورة اذا تجمع اثنان منها او ثلاثة او اكثر تعني زيادة خطورة الاصابة بمرض الشريان التاجي «CHD».
اما ما يسمى بـ «Risk eqmivlantt», فإن الاصابة باحدهما يساوي الاصابة بمرض الشريان التاجي.
والابحاث تجعل مرض السكري مساويا للاصابة بمرض الشريان التاجي «Risk eqmivlanet» لان اتحاد الدهنيات البروتينية منخفضة الكثافة «LODL» والبروتينات الدهنية عالية الكثافة «HDL» والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة جدا «VLDL» مع السكر الدم الجلوكوز المرتفع فتجعله يتأكسد بسهولة.
والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة «الكوليسترول الضار» عندما تتأكسد تترسب في جدران الشرايين وتكون اللطع التصلبية المعروفة بـ«Athesoschenatic»، والتي تعمل على ضيق الشرايين ثم انسدادها وهي ايضا لها تأثير سلبي على لزوجة الدم ووظيفة الخلايا المبطنة للشرايين التي تمنع ترسب الدهون على جدرانها.
• الدهون الثلاثية والكوليسترول: يؤدي ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم مع عدم ممارسة الرياضة وحياة الخمول وسوء التغذية بتناول الاطعمة الدسمة والشحوم إلى تصلب جدران الشرايين وانسدادها والاصابة بالذبحة الصدرية والنوبات القلبية.
ويؤدي ارتفاع الدهون الثلاثية إلى فقدان الانسولين فعاليته وهو ما يعرب بـ«Imsulin nesiatance» او مقاومة الانسولين اي لا تستجيب مستقبلات الانسولين في الخلايا إلى هرمون الانسولين فلا يدخل الخلايا ولا يستفيد منه انسجة واجهزة الجسم وهذا الانسولين المرتفع في الدم يكون عديم الفاعلية بالنسبة لاحتراق الجلوكوز لكن اثاره السلبية على الشريان يكون واضحا ويؤدي إلى تصلبها Eargy Atherosloroing واحتباس الماء والاملاح في الجسم.
والعوامل التي ترفع الكوليسترول في الاطفال هي اصابتهم بنقص هرمون الثيروكسين وبعض امراض الكلى «Nephenatic syndrome» والسمنة وتناول بعض الادوية بصفة مستمرة، بالاضافة إلى العامل الوراثي.
• ارتفاع ضغط الدم: وهو من عوامل الخطورة بالاصابة بأمراض الشريان التاجي وتوجد اسباب محددة لارتفاع ضغط الدم في الاطفال مثل التهاب الكلى وضيق الشريان الكلوي واضطراب الغدد الصماء ووجود عيب خلقي في الشريان الاورطي وتناول بعض الادوية بصفة مستمرة.
وسوء التغذية وزيادة الملح في الطعام والسمنة والتدخين والقلق والتوتر والتلوث البيئي عوامل تساعد على الاصابة بارتفاع ضغط الدم في المراهقين والشباب، بالاضافة إلى العامل الوراثي.
• التدخين: انتشر التدخين بين المراهقين والشباب وكذلك اثبتت الدراسات اضرار التدخين السلبي «اللاارادي» على الاطفال اكثر من الكبار والاضرار نتج عن الدخان المنبعث مباشرة من طرف السيجارة المشتعل والدخان المنبعث من فم المدخن والدخان المخلوط من النوعين المذكورين سابقا.
وأكدت بعض الدراسات في مراكز بحوث القلب ان هناك علاقة وثيقة بين التدخين السلبي «اللااداري» والاصابة بأمراض القلب والشرايين كما يحدث للمدخنين انفسهم فيؤدي ذلك للاصابة بجلطات القلب في سن مبكرة.
والتأثير المأسوي للتدخين السلبي يحدث عند الاطفال الذين يتعرضون له بسبب تدخين الوالدين او افراد الاسرة.
• عدم ممارسة الرياضة: حياة الخمول وعدم ممارسة الرياضة مع سوء التغذية جعلت السمنة تنتشر بين الاطفال والمراهقين وادت إلى الاصابة بارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول والسكري وتصلب الشرايين والاصابة بارتفاع ضغط كل هذه العوامل هي عوامل خطورة للاصابة بأمراض الشريان التاجي
الرضاعة الطبيعية تحد من الأزمات القلبية
والسكتات الدماغية في الكبر
قال باحثون بريطانيون ان الرضاعة الطبيعية تحد من احتمالات الاصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، وفي فترات لاحقة من العمر يمكن ان تحول دون وقوع مئات الآلاف من حالات الوفاة كل عام.
واوضحوا ان الاطفال الذين يتغذون بالرضاعة الطبيعية يكونون اقل عرضة لانتقال العدوى اليهم بامراض الطفولة المعدية وامراض الحساسية كما انهم يكونون اقل تعرضا للاصابة بالسمنة وزيادة الوزن.
وقال العلماء ايضا ان الرضاعة الطبيعية والنمو الأبطأ في الاسابيع والشهور الاولى من العمر لهما تأثير وقائي ضد الاصابة بامراض القلب والشرايين.
وقال البروفيسور الان لوكاس من معهد صحة الطفل في لندن ان الانظمة الغذائية المحفزة على النمو السريع تعرض الاطفال لمخاطر في مراحل تالية من اعمارهم منها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وزيادة احتمالهم إلى الاصابة بداء السكري والسمنة وهي العناصر الاربعة الرئيسية المؤدية للاصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية.
واوضح ان الدلائل تشير إلى ان السبب في كون الاطفال الذين ارضعوا رضاعة طبيعية افضل حالا هو انهم ينمون بصورة أبطأ في الاسابيع الاولى.
واضاف ان تأثير الرضاعة الطبيعية على ضغط الدم والكوليسترول في المراحل اللاحقة من العمر اكبر من اي شيء يمكن ان يفعله البالغون من اجل السيطرة على العوامل المسببة لامراض القلب والشرايين فيما عدا تناول العقاقير المعالجة لها.
وقال لوكاس ان في تقديره انه يمكن الحيلولة دون حدوث مئات الآلاف من حالات الوفاة من خلال الرضاعة الطبيعية، مؤكدا انه يمكن منع المزيد من حالات الوفاة اذا كانت جرعة الرضاعة الطبيعية اكبر.
وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية يتوفى نحو 17 مليون شخص في العالم بسبب امراض القلب والشرايين خصوصا الازمات القلبية والسكتات الدماغية.
الإثنين يونيو 29, 2009 2:54 pm
