إيلاف من الرياض: تبقى مسألة التعالج بالأعشاب نقطة شد وجذب بين المؤيدين والمعارضين. ورغم أنها مثار شك لدى وزارة الصحة السعودية، غير أن مختص يؤكد في حديث مع "إيلاف" أن
لعلاج بالأعشاب أمن كثيراً من العلاج بواسطة الأدوية الكيميائية.
ويكمن شك وزارة الصحة في أن هذا الطريقة من التعالج يؤدي إلى نتائج سلبية ما يتسبب في مضاعفات لا يحمد عقباه لدى المريض. وتعمل الوزارة على عمل نظام يقنن العلاج بالأعشاب بعد استنادها إلى قرار ملكي في ذلك. وينتقد مراقبون تأخر الوزارة في إصدار هذا النظام الأمر الذي يساهم في عدم تطور في العلاج بهذه الطريقة.
يقول أخصائي طب البديل الدكتور ماهر صيدم (المختص) لـ"إيلاف": "العلاج بالأعشاب آمن من الأدوية الكيماوية ولكن بشروط ولعل من أبرزها عدم الإسهاب في أخد جرعات كبيرة منها، بسبب أن الزيادة في الجرعات سيؤدي إلى مضاعفات ثقيلة".
ويعتبر طب الإعشاب هو أحد أنواع الطب البديل الذي بدأ يفرض حضوره في السعودية وإقبال المواطنين عليه، غير أن النوع الوحيد المعترف في السعودية هو الطب الصيني إذ تتواجد مستشفيات مستقلة لا تعالج إلى بـ"الطب الصيني".
ويقر صيدم بعدم وجود خبراء ومختصين سعودية في العلاج بالأعشاب وذلك لعدم سن قوانين من قبل وزارة الصحة رغم صدور قرار من مجلس الوزراء بذلك. ويستغرب في الوقت ذاته من لجوء بلدان عدة ومصانع أدوية عالمية تستخدم الأعشاب: "ووزارة صحتنا مترددة".
ويضيف هناك أدوية حالياً مكون من الأعشاب وتعتبر عقاقير علاجية ذات فعالية جيدة، غير أنه يشدد على ضرورة عدم صرف هذه الأدوية إلا من خلال وصفة طبية، ويعزي هذا التشديد إلى أن الوصفة تعبر عن تشخيص طبيب لما يحتاجه مريضه.
ويؤكد أن الاهتمام العالمي الآن منصب على العلاج بالأعشاب بعد التوصل إلى اكتشاف أن هذه الأعشاب فعاليتها الإيجابية كثيرة. وعن سر تردد وزارة الصحة حول الاعتراف بالعلاج بهذه الطريقة يقول صيدم: "الدول العربية بشكل عام غير مواكبة للحضارة الطبية". وحول الأضرار السلبية يوضح أن ذلك لا ينتج إلا عن سوء استخدام وذلك بأخذ الأعشاب بكميات كبيرة، إذ مع مرور الوقت يكون هناك تأثير سلبي على الكبد.
في هذا الصدد يحذر المختص محمد الطفيل من الأدوية العشبية المحضرة في المنازل ومحلات العطارة الشعبية. ونقل هذا التحذير في مقال له نشر في جريدة الرياض. إذ أوضح أنها صنعت بطرق بدائية عشوائية ليس لها أساس علمي مدروس مما ساهم بحد كبير في انتشار العدوى والأمراض العضوية والجراحية وهذه الأمراض تفاقم شفاؤها للجوء المرضى إلى محلات العطارة العشوائية أو بعض مدّعي الطب أو العلاج التقليدي أو الشعبي أو الطب البديل.
ويقول: "وهؤلاء يدفعهم إلى عمل هذه الخلطات العشوائية غير الصحيحة وغير الآمنة والتي فاقمت حالتهم الصحية أو أدت إلى الوفاة حبّ الثراء السريع والحصول على أموال طائلة بطرق غير شرعية لأن هؤلاء ليس لديهم تصاريح من الهيئات الحكومية الرسمية بمزاولة مهنة الطب وقد يصل سعر خلطة المربى المفيد لعلاج الحساسية أو زيادة الوزن إلى 1000 ألف ريال قيمة ثماني زجاجات والقيمة الفعلية لهذا المربى حوالي مائة ريال 100ريال حيث خلط مع هذا المربى مركب البرياكتين الفاتح للشهية والذي يقلل الحساسية الجلدية".
ويضيف: "وتوجد خلطة لعلاج التهاب الكبد الوبائي قيمتها ستة آلاف وهي عبارة عن مخلوط من الكمون واليانسون وقيمته الفعلية لا تتعدى عشرة ريالات، وخلطة لعلاج السرطان والتي يصل سعرها إلى عشرة آلاف وهي عبارة عن بعض الخلطات العشبية التي أضيفت إلى الماء والماء غير المعقم وكذلك القارورة مما يزيد ويتكاثر عدد البكتيريا الضارة ويسبب التسمم الغذائي حيث يحصل للمريض المغص الشديد والإسهال المصاحب بنزيف الدم. وغالبا تكون هذه الخلطات ملوثة بالرصاص أو الزرنيخ وهي معادن سامة وخطيرة".
الإثنين يونيو 29, 2009 3:00 pm